شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
أمثلة على ما لا يمكن التثبت من صحته من التفسير بالمنقول
وأما ما لا فائدة فيه -ما لا يفيد- ولا دليل على الصحة على الصحيح منه فمثل اختلافهم في لون كلب أصحاب الكهف، ما الفائدة من ذلك هل هو أحمر أو أسود أو أبيض، لا فائدة إنما ذكر الله كلبهم باسطا ذراعيه، ومثل البعض الذي ضرب به موسى اسم> من البقرة في قوله تعالى: رسم> فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا قرآن> رسم> قال بعضهم: إنه ذنبها وقال بعضهم: إنه يدها وقال بعضهم إنه قلبها وقال بعضهم قطعة من فخذها، هذا من المجمل ولا فائدة في تعيين بعضها كما قال الله، وكذلك البحث فيه أيضا تكلف.
قالوا: إن التكلف في الشيء الذي لا فائدة فيه يعتبر من فضول الكلام، قال بعضهم: إن قوم موسى اسم> تكلفوا وتشددوا فشدد عليهم لما قال لهم: رسم> إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قرآن> رسم> كلمة بقرة مطلق، فلو ذبحوا أدنى واحدة لأجزأت، ولكنهم تشددوا فقالوا رسم> ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قرآن> رسم> رسم> ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قرآن> رسم> رسم> ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا قرآن> رسم> يقولون: لو ذبحوا أدنى بقرة لأجزأت، فالتكلف والسؤال يوقعهم في الشدة.
ومثل ذلك أيضا الإطلاقات التي تأتي في الشرع، مثاله لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: رسم> إن الله كتب عليكم الحج فحجوا متن_ح> رسم> تكلف الأقرع اسم> فقال: أفي كل عام؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رسم> لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما استطعتم متن_ح> رسم> وقال: رسم> ذروني ما تركتكم متن_ح> رسم> يعني إذا أطلقت لكم القول فلا تتكلفوا، وكتب عليكم الحج، كلمة الحج يعني كتب عليكم حجة واحدة، وكذلك اختلفوا في مقدار سفينة نوح وما كان خشبها، قال بعضهم: طولها كذا وقال بعضهم: وارتفاعها كذا، وقال بعضهم: خشبها من كذا، لا فائدة في ذلك.
وكذلك اختلفوا في اسم الغلام الذي قتله الخضر أي لا فائدة أيضا فيه كما قال الله رسم> لَقِيَا غُلَامًا قرآن> رسم> فلم يذكر اسمه ولا مقدار سنه، فهذه الأمور طريق العلم بها النقل، ما كان منها منقولا نقلا صحيحا عن النبي- صلى الله عليه وسلم- كاسم صاحب موسى اسم> أنه الخضر اسم> فهذا معلوم، يعني الشيء الذي ثبت به النقل هذا يقبل ويعلم كاسم صاحب موسى اسم> في قوله تعالى: رسم> فَوَجَدَا عَبْدًا قرآن> رسم> يعني ما قال له موسى اسم> لما قال: السلام عليكم، قال: وأنى بأرضك السلام؟ فقال للخضر اسم> أنا موسى اسم> قال: موسى اسم> بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال جئتك لأتعلم منك، قال: يا موسى اسم> إنك على علم من الله لا أعلمه وأنا على علم من الله لا تعلمه، رسم> قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قرآن> رسم> في الحديث تسمي رسم> فوجدا خضرا اسم> متن_ح> رسم> .
مسألة>